جسر المك نمر-رواية-الفصل 12

لم يشغل كل ذلك عبد السيد عن الاهتمام بأخته ليلى من على البعد دون أن يلفت الأنظار إليه، تجنب التواصل معها مباشرة إلى أن تزوجت، فدخل عليها بصحبة الزاكي ليهنئها، واستمرت عنايته بالزاكي وأحواله بعد انتقاله مع أمه من الزقاق عقب وفاة مروان. هما معاً يحملان اسمه؛ لا سبيل لأن يتجاوز هذا الواقع، وكان اكثر حرصاً على استمراره مع علمه بأن الحقيقة لا علاقة لها بهذا الواقع، لم يهرب منه في مسارات الحياة التي أخذته بعيداً يوم أن حمل حقيبته ورحل.

وقتها كان الزاكي صغيراً.. يصغره بعدة أعوام وحينما سار ماشياً على قدميه، ظل ممسكاً بيديه تجنباً لعثرات المرحلة الأولى وخوفاً عليه من السقوط، كل هذا كان بعيداً عن نظرات مروان، قبل أن يعود راجعاً إلى حضن الرضية. لم يفكر في وداعه يوم أن غادر، لم يخطر بباله وأمامه الأفق مفتوح على سماوات لا تشبه تلك التي ظلًّتهما. عاوده الاهتمام به بعد رحيلهما هو ووالدته، لا يدرك كنه ذلك الشعور الذي ينتابه كلما رآه في سوق وسط المدينة، وكانا قد كبرا بما يكفي. يأخذه في حضنه ويدس بين يديه مبلغاً من المال بعد سؤاله عن أحواله. لم يشك الزاكي يوماً في صلته بعبد السيد وأن تلك الروح داخلهما لا تنفصلان، عندما يرى وجه أمه مقطباً حين ترد سيرة عبد السيد، يرجع السبب إلى أنها ليست أمه بل إبن ضرتها.

ما قلب حياة عبد السيد رأسا على عقب كان يوم ولادة ليلى؛ أخته، التي شهد مقدمات مجيئها إلى الدنيا بملاحظته للمنصور ود المكي المداومة على زيارة بيت سعاد والعلاقة التي ربطته بسعدية أزرق. تدغدغه أحلام غريبة وهو يلتقط صوت تأوهات سعدية لذةً تحت وطأة المنصور في تلك الغرفة القصية. أدرك أن طفلا قادم في الطريق لا محالة يحمل خصائص دمه وربما بعينين خضراوين مثله، لا يدري إن كان ذكراً أو ستجيء أنثى. كثيراً ما غشيته الهواجس عندما غادرت سعدية بيت سعاد عقب عودتها من زيارة الرضية في زقاق الخواجة. كان يخشى تسرب الحلم من بين يديه؛ أهو حنين إلى الانتماء وهو الذي لا تسعه الثياب الضيقة، ام هي تلك الجرثومة الساكنة في دمه تحن إلى مثيلاتها. اطمأن قلبه بعد أحداث اليوم المشهود الذي تداولته الألسن في الأرجاء كفعل معتاد، فالناس في فراغهم تستهويهم مثل هذه الأحداث، يشتمون رائحتها التي تستثير حواسهم الفارغة وعشقهم للفعل الفضيحة. وبيت سعاد مرتع يتصيد فيه الحاضرون والقادمون والخارجون وحتى الغائبون تلك الأحداث يزجون فيها وقتهم ويلوكون تفاصيلها؛ يزيدون عليها دون شك ما شاءوا من نسج خيالهم. ظل يتابع أخبار سعدية طوال أشهر حملها الأخيرة بشكل مستمر دون تجشم عناء البحث عنها، تأتيه حيث هو، فبعض الفتيات يزرنها من حين لآخر. ظل على حالة من القلق ترقباً لما سيأتي إلى أن جاءته أنباء ولادة ليلى؛ طفلة عادية إنحناءات وجهها وخطوطه مرسومة على تقاطيع وجه أمها، وعيناها أخذتا لون عيني المنصور ود المكي يوم ولادته. اجتاحته عاطفة غريبة ذاك اليوم، داخلاً في موجة من البكاء الشديد أثار دهشة الحاضرين، تملكه اليقين بأن حلمه مؤجل.

بقدر سعادته بحكمة القدر الذي جمع بين الزاكي وليلى، كان سؤاله الشاغل لذات الحكمة أن كيف جمعتهما ولماذا. فهو اللصيق بهما منذ صرختهما الأولى لا يدري كيف اجتمعا، لم يكن ذلك في حسبانه، لكنها الخطوات المرسومة بدقة في كتاب الأزل لإعادة ترتيب الأشياء ولملمة الفوضى لتستقر نواميس الكون وتلتقط أنفاسها استعداداً لفوضى جديدة. تجاهل سؤاله المركزي منطلقاً إلى الاعداد ليوم زواجهما، هو لا يستطيع الاقتراب من دائرة ليلى لذلك اجتهد في تهيئة بيتها الجديد بتقديم مساعدته للزاكي. تحاشى الظهور أثناء كل المراسم السابقة لليوم الموعود، يعلم مدى غضب الزاكي من غيابه في مثل هذه الظروف وهو الذي سانده كثيراً إلى أن وقف على قدميه موظفاً مسؤولاً في مكاتب الدولة. اشترى عبد السيد بيتاً تطل شرفاته على البيت الكبير، سجله باسميهما انتظاراً لما بعد الانتهاء من كل المراسم ليكفر عن هذا الغياب ويعيد الصفاء إلى النفوس. 

أكثر ما يخشاه عبد السيد، وهو الممسك بملفات كبار رجال الدولة من داخل بيته الأخضر، هو الزاكي الذي ما أن شب عن الطوق حتى رفض كل مساعدة يقدمها له. كان يقربه إليه ويبقيه بعيداً عن عالمه الشائك، ولا يسمح له بالاقتراب من دائرته. أقلقه رفضه الانتقال للسكن معه في بنايته الفخمة في منطقة شرق النيل المحاطة بحديقة واسعة، التي حاز على أرضها ضمن صفقة مشبوهة من ذلك النوع الذي نجح في عقده داخل الغرف المغلقة. تصيبه تحركات الزاكي هو ومجموعات من المتعلمين بعيداً عن القطيع بالدوار، متمردون على كل ما رسمه. يتعاطون الخمر ويلعبون الورق ويستهويهم الجنس ويرتادون المساجد والكنائس، لا يخشون الفقر ولا يغريهم المال، يمارسون أعمالهم وحياتهم على طريقتهم؛ بل تراهم يضحكون ساخرين ويصوبون سهامهم نحو البيت الأخضر. يتحدثون لغة جاذبة تربك من يسمعها وتشوش عليه تلك الخيوط العصية على الإمساك، ذلك هو ما يقض مضجع عبد السيد المتمدد في هدوء ناعم داخل مسامات المدينة ببيوتها ومكاتبها دون أن يشعر به أحد. يراه الناس حاضراً في كل تفاصيلهم ولا يرونه في آن معاً كشبح من عالم آخر، إلا هؤلاء؛ يرونه بعيون أخرى وهو كذلك يراهم، قلقاً من الرقعة التي يشغلونها والزائدة اتساعاً وما يعنيه ذلك. يقينه يتزايد بأنه سيؤتى يوما من الجهة الأضعف، الجهة التي لا يفهم لغة التعامل معها ولا يجيد فك طلاسم مفرداتها. اكتشف لاحقاً أن ليلى والزاكي التقيا في تلك المساحة البعيدة عن سيطرته ونفوذه، فهما يتحدثان تلك اللغة وتجمعهما شواغل الوطن والحب والرغبة في فضح كل الزيف من حولهما. 

كانت دهشته الكبرى يوم أن ورد اسم الزاكي أثناء تلك الجلسات الليلية في البيت الأخضر، وهو يسترق السمع صدفة لحديث ضابط من المخابرات متربع على طاولة الورق، رغم أن غرفة لعب الورق هي الأكثر صمتاً ولا يخترقه سوى حفيف أوراق اللعب بين الأيادي والأنفاس المتصاعدة في ترقب والمتحفزة لكل ورقة قبل سقوطها على الطاولة، وأكثر ما يثير الحاضرين تلك الأصوات المزعجة أو صرير الكراسي على أرضية الغرفة تحت وطأة تململهم لحظات الانتظار. جاء اسم الزاكي مقروناً بالتحركات السياسية في الشارع كواحد من الفاعلين الرئيسيين للتظاهرات الفائتة والمرتقبة التي بدأت تثير غضب الحاكمين. حاول التدخل بطريقته لتفادي حدوث ما يعلمه في مثل هذه الحالات، فكثيراً ما يتداول المسؤولون قراراتهم داخل أروقة تلك الغرف في مختلف جلساتهم.

قال له ضابط المخابرات منتفخاً على غير العادة هذه المرة:

- هذه الأمور لا علاقة لها بالبيت الأخضر، إنها تخص البيت الأبيض. 

قبل أن يطلق ضحكة متقطعة مشيراً إلى اتجاه القصر الجمهوري، ويهمس في أذنه باستخدام علاقاته هناك. فعبد السيد لم يعد مجرد شخص عادي بعد ثلاث سنوات من تلك الليلة التي نفذ فيها الانقلاب العسكري الذي سيطر قادته على القصر، هو الآن عضو التنظيم الحاكم وصاحب صلات قوية بالكبار فالقصر ليس غريباً عليه ولا الجالسين في الداخل على كراسيه، ولطالما دخله من بوابته الرئيسية دون الاضطرار إلى استخدام بوابته الخلفية؛ كلهم عبروا من هنا وجزء كبير من مخططاتهم قبل تنفيذ الانقلاب رسمت بين هذه الجدران فكرة وحديثاً وتشاوراً، فصار جزءاً من الكل ينقل لهم ما يدور من حولهم ويبدي ملاحظاته بلا تردد في أحاديثهم. 

جميعهم اليوم يشاركونه فرحته بزواج ليلى والزاكي؛ الكبار حضروا مراسم عقد الزواج بالمسجد وغادروا سريعا، بينما بقي الكثيرون، بينهم رواد دائمون للبيت الأخضر وآخرون من وجهاء المدينة ورجال الأعمال تقرباً إليه. كان مزهواً بهذا الاحتفاء وهو ينظر خلسة إلى المنصور ود المكي المنزوي في مقعده حيرة ودهشة منذ أن همس في أذنه، وهو جالس بجواره مستقبلاً الضيوف:

- أنا ابن السارة يا المنصور. 

تلك هي المرة الأولى التي يقولها بلسانه إنه ابن السارة، تذكر أطفال الزقاق حينما يطاردونه بلقب "ود السارة"، لم يكترث لتلك الذكرى مزيحاً عن صدراً ثقلاً لازمه طويلا للإقرار بهذه الحقيقة وإن كان لأبيه الحقيقي الذي لا يدرك الحقيقة. أراد إصابته بصدمة تزيح عنه عبء كل تلك السنين ويلقي بها في صدر من تسبب فيها ، عليه أن يتحمل جزء من ذلك فالأيام لن تعود إلى الوراء. تلاشت داخله مشاعر الحب والكراهية تجاه أبيه منتقلة إلى تلك البؤرة المحايدة، وهو مغمور ببهجته الخاصة مستسلماً للقدر الذي يقوده نحو ذاك الحلم. ليس هناك وقت لينكأ أحدهما الجرح ليتفجر، بقدر ما أصابته خيبة أمل عندما طلب منه المنصور في رجاء وتوسل وبصوت متحشرج كالمحتضر، أن يظل حاملاً اسم مروان، تأكد له استلام الراية في مهمته المقدسة لاستمرار الدم الذي يجري في شرايينه والذي لا يجب أن يتوقف عنده. "هو قراري أصلاً" قالها في نفسه مدارياً تلك الخيبة، مستنكراً الضعف البائن على وجه أبيه والرعب الذي كسا وجهه.

لم يعكر صفو سعادته احتفالا بليلى والزاكي شيء، لم يسمح بذلك. دخل على مجلس النساء متهللاً دون سابق إنذار، واحتضن سعدية أزرق وأم الزاكي في نشوة بالغة وسط دهشتهما وتمنُّعهما استنكارا. بلا شك لا تصدقان أن عبد السيد وراء كل هذا العرس الذي لم تشهده المنطقة من قبل. سعدية لم تره منذ مغادرتها لبيت سعاد وأم الزاكي حاولت كل تلك السنوات قطع الطريق على علاقته بإبنها. لكنهما رضختا وسط كل هذه الهالة المحيطة به ولا تعرفان أصلها، وقبل إفاقتهما من تأثير رائحة عباءته أخرج لكليهما طقما من الذهب الخالص وسط زغاريد النسوة المحيطات بهم. لم يترك لهما خيارا للتردد معطياً ظهره للحشد الذي يتكاثر، ثم اتجه إلى حيث تجلس العروس التي يراها لأول مرة في حياته وجها لوجه، اقترب منها بمشاعر مضطربة يقدم رجلاً ويؤخر الأخرى، إنها أخته التي أراد أن يأخذها في حضنه فرحاً بها ولا يستطيع؛ لا يستطيع خوفاً عليها وكأنه يخشى عليها الوقوع أسيرة في دائرته التي يتجنبها الجميع. ليس عليه سوى أن يلعن المنصور ولكنه لم يفعل. كان الحذرون يقولون "يمكنك التقرب إليه، فقط عليك أن لا تقترب من دائرته المغنطيسية إذا لم تكن مستعداً لذلك بما فيه الكفاية ومجهزاً بمختلف الأجهزة التي تساعدك على التعامل معه، والتماهي مع شخصه". فقد ظل لون إنسان عينيه الأخضر مصدر تساؤل مستمر دون إجابة قاطعة سوى همس متسرب سرعان ما تنسد منافذه بلا سبب واضح. وهو ما جعل الصحف تطلق عليه لاحقاً إسم الأخضر في كل حدث مرتبط به بعد أن سطع نجمه في تلك العوالم المتعددة.

كلاهما اضطربا، ليس وحده؛ ليلى الجالسة على عرش سعادتها، لمحته يخترق تجمع الفتيات من حولها متجهاً إليها. لم تدر ما أصابها، لكنه الضوء المحيط به أزاح بعض الظلال التي أحاطت بها، أفقدها التوازن لترتبك دواخلها. عقد الموقف لسانها وعقلها يتساءل عن الرجل الواقف أمامها، هي المرة الأولى التي تراه فيها. همست إحداهن " إنه أخ الزاكي ". لم تصدق هي تعرف أن هناك أخاً للزاكي واسمه عبد السيد، كثيراً ما حكى لها عنه دون أن تراه. شيء ما يقول لها إن الأمر ليس على ما يبدو عليه، مانعة نفسها بأقصى ما استطاعت من قوة للسيطرة على حالة الانجذاب إليه التي تملكتها. لم تسمعه يقل شيئاً، لمحت فقط آثار دمعة ممسكة بأهداب إحدى مقلتيه وهو يناولها هدية زواجها ثم غادر راجعاً مخترقاً طريقه إلى مجلس الرجال، دافناً كل أمنياته التي تراءت لخياله وهو متقدما نحوها في أعماقه. الزغاريد وضجة الفتيات حولها رغبة في التعرف على هديتها، غطى على الدمعات التي تساقطت تاركة آثارها على وجهها، وأخفت اختلاجات صدرها الذي تحول إلى بحر هائج من العواطف والعواصف دون أن تجد لها تفسيراً. راودتها رغبة في الإمساك به قبل أن يغادر لكنها عجزت عن فعلها.

لا يذكر عبد السيد متى داعب أخاه الزاكي آخر مرة، ولكنه فعلها عندما علم بعلاقته بليلى سأله وهو يضحك، بعد أن أصر عليه لقضاء سهرة معه لأول مرة، عن كيف التقاها ومدى حبه لها. كان يخفي خلف كل كأس يتناولها قلقاً مسيطراً عليه. لكنه اطمأن أكثر وهو يستمع إلى أخيه الذي تدفقت مشاعره كثيراً وانسابت الكلمات من بين شفتيه دون توقف في ذاك اليوم. 

عرف الزاكي ليلى، ببهجة أعوامها العشرين، صدفة.. مجرد صدفة رمتها في طريقه. ساعتها تداعت كل الأشياء، موقناً بأنها من ظل يبحث عنها طوال حياته في كل النساء. كان يجد جزء منها في إحداهن ورائحة منها في أحضان أخرى، ولكنه وجدها الآن.. نسمة مليئة بالندى حد الإرتواء، لم يكن أمامه سوى أن يشهق وهو يحس بأن روحها تنسرب إليه من تلك الزاوية.

كانت ترقص.. وهي جالسة قبالته، أو هكذا رآها أول مرة. كل شيء فيها يضج بالرقص.. طريقة جلستها، صوتها وهي توزع حديثها هنا وهناك وضحكتها.. شيء ما في صوتها مثير للدهشة، قادرة على أن تنثر حولها مُتَّسعاً من البهجة والخفة التي تذهب بوطأة تلك الروح المثقلة. عهد طويل.. طويل جداً منذ فارقه ذلك الإحساس بالامتلاء، بل لا تكاد ذاكرة روحه المبعثرة تثبت مثل هذا الإحساس من قبل. لم تكن تلك الأشياء التي يتردد المؤشر قبل تجاوزها سوى أحاسيس شبيهة، ولكنها لا تماثل ما يتملكه الآن.

عشق ذلك الفضاء من شاطئ النيل منذ أن التقاها فيه، وصار يراه بلا ضفاف حيث يمتد الأفق أمامه إلى ما لا نهاية. كان ذلك نهار إحدى الأيام عندما دعاه أصدقاؤه لرحلة نيلية بمناسبة خطبة أحدهم. شعر وهو يشاهدها لأول مرة، قبل أن تقفز بقديمها الرقيقتين من الشاطئ إلى العبارة، بأن يومه مغاير لما قبله من أيام وجدها هناك.. ليلى.. طاغية على من حولها بألقها، وتلك الهالة التي لابد وأن تلفت الانتباه إليها من أول لحظة. ورغم أن العديد من الحضور من أبناء وبنات المدينة المدعويين لتلك الرحلة يعرفونه وتبادل معهم تحايا حميمة، ولكن ما لاحظه الزاكي أن حمى خفيفة تسري في جسده وهو يرى ليلى تهمس في أذن أحدهم، وينطق وجهها الضاحك مزيداً من الضحك. وجع ما مصاحب لتلك الحمى التي اعترته وبدأت في النزول إلى أسفل، ليرتبك أكثر أثناء محاولته إخفاء حالة الانجذاب المغنطيسي الدائر داخل مجالها.

ضحك عبد السيد طويلاً وهو يستمع إلى ذلك العاشق الولهان وهو منتشٍ، دون أن يفقد سيطرته على نفسه. لكن إحساساً بالراحة تملكه وهو يرى وجه الزاكي المملوء بالفرحة وهو يحكي عن ليلى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق