أمير بابكر عبد الله
في خاتمة رواية "المسيح يصلب من
جديد" للروائي اليوناني نيكوس كزانتزاكيس يرفع القسيس فوتيس يده ويعطي إشارة
الرحيل ويصيح: باسم يسوع المسيح تبدأ مسيرة الخروج من جديد، تشجعوا يا أطفالي. ومرة أخرى
يستأنفوا مسيرتهم التي لا تنتهي، وقد ولو وجوههم شطر المشرق.
هكذا كان علي أن أشحذ ذاكرتي لأستعيد تفاصيل تلك الرواية الباذخة التي قرأتها قبل أكثر من عقد من الزمان، وفي مثل هذه الظروف التي نعيشها الأن ونحن في حالة مستمرة من النزوح. هذا الوضع الذي حاولت تجاهله طوال 14 شهرا ويزيد منذ انطلاقة الحرب العبثية، وعملت على التاقلم معه وتطويعه لصالح أن تستمر الحياة ولهزيمة كل بوادر يأس أو اكتئاب يمكن أن تسيطر على المرء ويفرضها واقع الحرب.