مشاهد من المحاكمة
مثل رولف شتاينر أمام محكمة عسكرية في الخرطوم، جرت وقائعها في قاعة مجلس الشعب وسط حضور إعلامي غربي وعربي مكثف. أصدر اللواء خالد حسن عباس القائد العام لقوات الشعب المسلحة أمراً، في 31 يوليو 1971، بتشكيل مجلس عسكري عالي لمحاكمة المتهم رولف شتاينر وثبت في الأمر تهمته كضابط بالمعاش، وأن عمره 38 عاماً وهو ألماني غربي الجنسية. "وقتها كانت ألمانيا منقسمة إلى دولتين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية "ألمانيا الشرقية وكانت تحت مظلة حلف وارسو الإشتراكي، وألمانيا الغربية التي كانت تحت مظلة حلف الناتو الذي يضم دول المعسكر الغربي".
أمر التشكيل
"حيث إنك في الفترة ما بين شهر يوليو 1969 وشهر أكتوبر 1970 قد دخلت وأقمت في أراضي جمهورية السودان الديمقراطية دون إذن وتوليت قيادة المتمردين السودانيين وتدريبهم وقمت بالاستعدادات المختلفة لمصلحتهم واتصلت بجهات أجنبية لتسهيل إمدادهم بالأسلحة وزخلافها وقمت بحملة دعائية كاذبة ضد جمهورية السودان الديمقراطية وهربت كميات من الأدوية إلى داخل السودان وتوليت صرفها على سودانيين دون أن تكون مأذوناً في ذلك، فإنك يذلك تكون خالفت المواد (11 و15/42) من قانون جوازات السفر والهجرة لسنة 1960 والمادة 96 مقروءة مع المادة 5 من الأمر الجمهوري 4 والمواد 26/38 من قانون الصيدلة والسموم لسنة 1963.
طبقاً لنص المادة 7 (ب) من الأمر الجمهوري رقم (2) للدفاع عن السودان لسنة 1969 جرت إجراءات محاكمة شتاينر امام المجلس العسكري العالي الذي تم تشكيله على النحو التالي:- العقيد أ.ح محمد الخير عمر أزرق، عقيد مصباح الصادق، مقدم عبد اللطيف محمد النقر، مقدم إبراهيم حسين، رائد تاج السر عثمان، عضو رائد محمد الفاتح عبد الله، نائب أحكام السيد القاضي دفع الله الرضي
وشكلت هيئة الاتهام برئاسة خلف الله الرشيد المحامي العام وعضوية القومندان خليفة كرار، الرائد بابكر حسن الطيب، الرائد محي الدين إبراهيم عبد الرحمن، السيد محمد إبراهيم محمد خليل، السيد محمد عمر بشير."
أتاح أمر التشكيل للمتهم بالاستعانة بمحامي سوداني للدفاع عنه، ومنح الماحمي الحق في مخاطبة المجلس على غير عادة المحاكمات العسكرية، وعقدت أول جلسة من المحاكمة في 2 أغسطس 1971 السعاة العاشرة صباحاً.
ورقة الإدعاءات
الادعاء الأول:- مخافة المادتين 11 و 15/42 قانون جوازات السفر والهجرة لسنة 1960. وذلك أنه في الفترة ما بين شهر يوليو 1969 وشهر أكتوبر 1970 قد دخل السودان وبقي في المديرية الاستوائية دون إذن بالدخول أو الإقامة.
الادعاء الثاني:-مخالفة المادة 96 من قانون عقوبات السودان (إثارة الحرب ضد الحكومة) مقروءة مع المادة 5 من الأمر الجمهوري رقم (4) لحماية ثورة الخامس والعشرين من مايو واهدافها الاشتراكية. وذلك أنه خلال الفترة المذكورة في الادعاء الأول كان يتولى قيادة المتمردين السودانيين وإنه كان يتولى تدريب المتمردينم للقيام بأعمال التخريب والقتل بقصد التخريب لمصلحة تحقيق فصل جنوب السودان عن شماله.
الادعاء الثالث:- مخلفة المادة 98 من قانون عقوبات السودان (جمع الأسلحة وغيرها بقصد إثارة الحرب ضد الحكومة) مقروءة مع المادة 7 من الأمر الجمهوري رقم (4) لحماية ثورة الخامس والعشرين من مايو وأهدافها الاشتراكية. وذلك أنه في الزمان والمكان المحددين أعلاه كان يقوم باستعدادات حريية لمصلحة المتردين في جنوب السودان من شأنها أن تلحق الهزيمة بقوات جمهورية السودان وكان يتصل بجهات أجنبية تسهل له إمداد المتمردين السودانيين بالأسلحة والذخائر وغيرها لشن الحرب ضد حكومة جمهورية السودان.
الادعاء الرابع:- مخالفة المادة 21 من الأمر الجمهوري رقم (4) لحماية ثورة الخامس والعشرين من مايو وأهدافها الاشتراكية . (نشر الأخبار الكاذبة). وذلك انه في الفترة المذكورة أعلاه كان يقوم بحملة دعائية كاذبة من شأنها أن تسيء إلى حكومة جمهورية السودان الديمقراطية وذلك بنشر تقارير كاذبة من شأنها ان تسيء إلى حكومة جمهورية السودان الديمقراطية لدى أوساط عغالمية وأن تضلل الرأي العام في نواياها.
الادعاء الخامس:- مخالفة المادة 203 من قانون الجمارك لسنة 1939 (التهريب والجرائم المماثلة) مقروءة مع المادة 26/38 من قانون الصيدلة والسموم لسنة 1963. وذلك أنه هرب إلى السودان أدوية وعقاقير طبية دون ترخيص وكان يتولى صرفها داخل جمهورية السودان لسودانيين دون أن يكون صيدلياً أو طبيباً أو مرخصاً له في توزيع الأدوية والعقاقير أو التصرف فيها أيا كانت.
ملخص أقوال الشهود
الشاهد الأول: (المتحري) القمندان خليفة كرار يشرح ظروف القضية
الشاهد الثاني: الرائد أمين يثبت واقعة استيلاء القوات المسلحة على معسكر مورتو والحالة التي وجد عليها والأشياء التي ضبطت فيه.
الشاهد الثالث: العريف نور الدائم عيسى يقدم رسماً كروكياً للمنطقة يوضح فيه موقع المطار ومنزل المتهم ومخدع النساء ومكان الجهاز.
الشاهد الرابع: محمد موسى يثبت واقعة وجود المتهم في معسكر مورتو وقيامه بتدريب المتمردين على الأسلحة المختلفة وعلى استعمال المتفحجرات وصفته الاستشارية. كما يثبت واقعة هجومه على كاجو كاجي وضربه على طائرات قوات الشعب المسلحة.
الشاهد الخامس: خادم الله عبد الله تثبت واقعة وجود المتهم في معسكر مورتو وقيامه بتدريب المتمردين على الأسلحة المختلفة وعلى ضرب نار وصفته الاستشارية. كما تثبت واقعة أمرها بالاشتراك مع المتمردين في عمليات حربية ضد قوات الشعب المسلحة.
الشاهد السادس: محمد عمر بشير يقدم المستندات التي استولت عليها قوات الشعب المسلحة السودانية من معسكر مورتو بعد أن قامت بتنظيفه من المتمردين والتي تثبت الادعاءات المقامة ضد المتهم.
رأي المجلس في الادعاءات
الادعاء الأول: مخلفة المادتين 11 و15/42 من قانون جوازات السفر والهجرة لسنة 1960 – مذنب.
الادعاء الثاني: مخالفة المادة (5) من الأمر الجمهوري رقم (4) – مذنب. مخالفة المادة 96 من قانون عقوبات السودان – مذنب.
الادعاء الثالث: مخالفة المادة (7) من الأمر الجمهوري رقم (4) – غير مذنب. مخالفة المادة (98) من قانون عقوبات السودان – مذنب.
الادعاء الرابع: مخالفة المادة (21) من الأمر الجمهوري رقم (4) – غير مذنب. مخالفة المادة (203) من قانون الجمارك لسنة 1939 مقروء مع المادة 26/38 من قانون الصيدلة والسموم سنة 1963 – مذنب.
أول علاقة لشتاينر مع السودان
أوضح رئيس الإدعاء طبيعة هذه العلاقة وبدايتها التي تعود إلى فبراير 1969، عندما تم الاتصال بين شتاينر وآخر يدعى جونتر مايستر أثناء وجوده في بافاريا. وعرفه الأخير على واحدة من الجمعيات التي تعمل في قلب أفريقيا بدعوى النشاط الديني أو الانساني والاهتمام بالرعاية الطبية لهؤلاء المختلفين من سكان القارة.
وكانت الجمعية التي اتصل بها شتاينر هي جمعية آباء فيرونا، وطلبت الجمعية من شتاينر السفر إلى جنوب السودان لجمع المعلومات حول طبيعة التمرد هناك وطبيعة المساعدات المطلوبة. وسلمت آباء فيرونا عميلها الجديد إلى جمعية آخرى أكثر التصاقاً بالموقع وتربطها علاقات قديمة بحركة التمرد وهي جمعية مساعدة أفريقيا التي يرأسها الدكتور فرانز من فرانكفورت بألمانيا "الغربية".
في مارس 1969 كان أول اتصال بين شتاينر وفرانز الذي كلفه بالسفر إلى الجنوب لجمع المعلومات ودراسة إمكانية نجاح عمليات المساعدة من أجل زايدة انتشار التمرد.
في أوائل أبريل كان جاهزاً للسفر إلى الجنوب، بعد تعرفه على اثنين من البريطانيين يعملان في نفس الجمعية، أولهما الدبلوماسي السابق بيرنلي برنارد، وكان يقيم في العاصمة الأوغندية كمبالا، والآخر يدعى أنطون ريفال، وأشارا إلى أهمية أن يعمل شتاينر في صفوف "الأنيانيا" .
دخل شتاينر إلى جنوب السودان وفي 7 يوليو 1969، بتفويض من جمعية مساعدة أفريقيا ووثيقة سفر مزورة عن طريق "أردي" على حدود أوغندا والسودان، ووصل في نفس اليوم إلى مقر قيادة الأنيانيا.
شاهد مصري - محمد موسى أحمد - شاهد الاتهام الرابع
كان يعمل ترزياً في مصر، وجاء إلى الخرطوم ثم انتقل إلى المديرية الاستوائية مدينة جوبا للعمل في نفس المجال. ذكر أنه في مساء أحد الأيام في حوالي الساعة الخامسة والنصف طلع اثنان من القش أحدهما خواجة والآخر من أبناء الجنوب، وكانا مسلحين وأمراه بالتحرك معهم. وقال إنه وجد معهم أناس لديهم قرنيت وذكر إنهم اتهموه بأنه عسكري. فأخبرهم بانه ليس عسكرياً وإنما جاء هنا طلباً للرزق.
وقال إنهم بعد ذلك جردوه من ملابسه حتى أصبح عارياً تماماً وربطوه بحبل من نصفه وقد رآه الأهالي بتلك الهيئة. وذكر أنه وصل منطقة "مورتو" في مارس. وقال إنهم وصلوا طابية "مورتو" في حوالي السادسة مساء، وكان يرافقه كموندان الخوارج وآخر برتبة كابتن، وكانت لديهم أسلحة مضادة للطائرات، وكان مع الكابتن ثلاثة حراس ذهبوا به إلى مكان شتاينر وكان معهم جهاز لاسلكي. وقال إنهم سلموا على شتاينر وكان هو على مقربة منهم، وذكر إنه بمورتو لم يكن هناك أي طعام. وقال إنهم نقلوه في اليوم التالي إلى منزل جيمس وهو أحد الخوارج. وقال إنه شاهد في الطريق شتاينر معه طلبة وبعض الأقمشة وكان يشرح لهم في سبورة وكان أمامه برين وأسلحة مختلفة أخرى.
وذكر إنهم أوضحوا له بعد ذلك المكان الذي سيعمل فيه، وقال إنه كان يعرفه أحدهم وإنه كان ناظراً في جوبا سأله كيف وصل إلى هنا وأوضح له. وقال إن شتاينر أتى بعد ذلك وسأله عن عدد المدرعات الموجودة في جوبا وعن موقع الجنود الكثيرين وعن مدافع حصار جوبا، فأخبرهم بأنه لا يعلم شيئاً من ذلك لأنه ترزي فقط. وسألوه عن مكان الجنود، فقال إنهم موجودون في كل مكان، وسألوه عن وينجي بول، قال إنها قريبة من توريت. وذكر إنهم قالوا له "إنهم سيعملون له معروف" وقال إنه اشتغل مع الخواجة إلى شهر أبريل وكانوا يستعدون لمعركة كاجو كاجي وكانوا يقبضون الناس فمن لم يعمل معهم يقتلونه. وكان لاشتاينر عنبر كبير أمام منزله، وكانت الكتيبة لها عنابرها. وذكر الشاهد إنه كان له بنطلونات خاصة به وأراد الذهاب ليأخذها فكان عليه ان يذهب إلى المجور بليله وهناك وجد شتاينر واقفاً أمام القنابل المضادة للطائرات بازوكا وقرنيت وألغام. وكان الطلبة يتدربون عليها، وكان شتاينر معه خمسة من الطلبة يذهبون خلفه باستمرار وكان لديه بندقية بها منظار وجديدة وكانوا يريدون من الشاهد ان يعمل كمستشار لاشتاينر، وذكر أن الاستعداد كان كاملاً في شهر يونيو. كان الجنود معهم جميع الأسلحة وقال إن معسكر "بورتو" كان خالياً من الأسلحة.
وذكر أن كابتن مايكل أخبره أن شتاينر سيضرب الكباري حتى لا تحضر قوات الحكومة للمعسكر وقال إنه أخذ ألغام وصندوق قرنيت. وقال الشاهد إنه سأل هنري بابا عن الموقف في كاجو كاجي فأخبره أن الموقف جيد، وأخبره أن شتاينر اتصل بالسلطان وأهداه بندقية.
وقال إنه ذهب إليه مرة أخرى في أوائلا يوليو فأخبره بأنهم مستعدون للهجوم على كاجو كاجي. وكان شتاينر قبل خروجه يصدر كل الأوامر للخوارج من موقع الذخيرة. وقال الشاهد إن الخوارج كانوا لا يريدون أن يعذبوا الأهالي وقال إنهم كانوا ير راضين عن ذلك. وقال إنه لو لا أن شتاينر كانت لديه حراسة لقتلوه.
وقال الشاهد إنه قد حضرت طائرة هليكوبتر في شهر يوليو قيل إنها تابعة للحكومة نزلت في المطار وكان يوجد فيها عيدي أمين ومعه أربعة أشخاص لا يعرف إن كانوا عربا أم يهود وعندهم 500 حبة ملاريا و2 ألف حبة صداع، وقالوا إنهم سيحضرون مرة أخرى وطلبوا أن يكون شتاينر في انتظارهم. وقال إنه عرف أن دادا "زعيم المتمردين" لن يحضر لبورتو وسيذهب إلى لونجي بول.
وقال أنه وصلت رسالة باللاسلكي أخذها هنري بابا وكان في ذلك الوقت يستعد لمهاجمة كايا، وكان جيمس معه الخوارج وأن شتاينر أخذ الجميع وذهبوا إلى ونجي بول ومكثوا فيها من 10 إلى 12 يوماً وتمموا على الذخيرة. وقال إن جيمس أخبره أنهم أقاموا حفلة كبيرة للجنرال أمين. وقال في شهر سبتمبر جاءت طائرة سودانية ظنوا انها طائرة عيدي أمين، وأتت في اليوم التالي طائرة أخرى. وأمر شتاينر الخوارج ان يزرعوا الخشب في المطار وأمر شتاينر جيمس أن يعملوا دفاعات لمورتو.
وذكر الشاهد إنه كان يرى المتهم حوالي مرتني في اليوم، وكان يراه يدرب الخوارج، وكان يراه في المساء مع دادا وغيرهم. وقال إن المطار كان يستعمل لحضر مساعدات من ألمانيا الغربية. وقال إن أمريكياً وانجليزياً حضرا إلى المنطقة وصورا الأسلحة وأماكن التدريب.
وذكر أن منزل شتاينر تحت الأرض وقرب المطار، وقال الشاهد إنه كان دائما ينتقل من مكان لآخر وقال إنه كان يطوف المعسكر كله ثلاث أو أربع مرات بحثاً عن الأكل. وقال إنه شاهد التدريب على البازوكا والألغام وجميع أنواع الأسلحة وقال إن مخزن الأسلحة موزع إلى جزئين حرصاً على حماية الأسلحة والذخيرة. والمعسكر نفسه موزع.
وتحدث الشاهد عن كيفية لستلام معسكر بورتو، فذكر إنه يوم 20/9/1970 أتت طائرة ذكروا أن فيها عيدي أمين ولم تكن بمورتو أسلحة ثقفيلة، فقد كانت كلها مع شتاينر، وأمر مايكل أن يحضروا الأسلحة الصغيرة ليشتركوا في الهجوم على المعسكر. وقال إن الطائرة ضربت قنبلة في المطار وأخرى في مكان اللاسلكي والثالثة في المدرسة والربعة بالقرب من نهر قيار. كان الخوارج موجودين لكن الأهاللي رحلوا.
وقال يوم 26 جاءت طائرة هليكوبتر فتحت عليها نيران مضادة ثقيلة وقتل بعض الناس. وقال المتهم إنه سمع من الخوارج أن شتاينر يأمرهم بعدم ضرب الطائرة من الخلف وأن يحاولوا ضرب مقدمتها. وقال الشاهد أن احد الخوارج أخبره بأن الطائرة وقعت في معسكر مورتو.
إشكالية الترجمة
في 17/8/1971 وفي بداية الجلسة قرأ السيد رئيس المحكمة قرار المجلس التالي: بما أن المتهم قد أقر بأن الأقوال المكتوبة باللغة الألمانية هي أقواله التي أدلى بها فعلاً والتي قرأها على المجلس شاهد الاتهام باللغة العربية. وبما أن اعتراض المتهم قد انصب على ما جاء في الترجمة العربية التي وصفها بأنها ليست ترجمة أمينة لأقواله التي أدلى بها باللغة الألمانية ووقع عليها، فقد رأى المجلس استناداً على المادة 128/4 من قواعد القوات المسلحة التي تقابلها المادة رقم 227 من قانون التحقيق الجنائي ، استدعاء شاهد يعرف اللغة الألمانية واللغة والعربية للإدلاء بشهادته لمعرفة التناقض بين النصين العربي والألماني ويوضحه للمحكمة إذا وجد، وذلك بغرض تحقيق العدالة للمتهم والوصول للحقيقة.
في 21/8/1971 مثل الأستاذ فيصل بشير الأستاذ بجامعة الخرطوم أمام المجلس كشاهد، حيث سئل عن خبرته في اللغة الألمانية فقال إنه درس هذه اللغة منذ سنة 58/59 بمعهد اللغات بألمانيا الشرقية ودخل الجامعة وتخصص فيها لمدة 6 سنوات وعمل لفترة 5 شهور بقسم الترجمة بجامعة ألمانيا الغربية. ثم سألته المحكمة إذا كان هناك خلاف لغوي في الملفين أحدهما باللغة العربية والآخر بالألمانية واللذين سبق أن اطلع عليهما الشاهد، فأكد أن لا توجد اختلافات في الترجمة. وقال إن هناك اختلافات شكلية لا تؤثر في المعنى، وأكد الشاهد أن الكلمات التي بها اختلافات شكلية لا تزيد على 80 أو 90 كلمة من مجموع صفحات النص البالغة 400 صفحة.
خطاب من الرئيس اليوغندي
أوضح شاهد الاتهام الأخير- السيد محمد عمر بشير أمام المجلس العسكري العالي المنعقد لمحاكمة المرتزقة رولف شتاينر- أن حكومة السودان قد طلبت من الدكتور ملتون أبوتي الرئيس السابق لجمهورية يوغندا أن يحضر إلى الخرطوم ليقف شاهداً أمام المجلس العسكري الذي يحاكم المرتزقة رولف شتاينر- وبما أن الدكتور أبوتي لم يتمكن من أداء هذه الشهادة- فقد أرسل من تنزانيا خطاباً أوضح فيه الظروف التي أدت إلى تسليم المتهم رولف شتاينر. قرأ الشاهد خطاب دكتور ملتون أبوتي على المجلس. وأوضح الدكتور أبوتي في خطابه أنه قرر تسليم شتاينر للسودان بعد الاتفاق الذي توصل إليه رؤساء الدول الأعضاء في منظمة الوحدة الأفريقية عقب اجتماعهم في لاغوس لمناقشة التدخل البرتغالي في غينيا. وأوضح الدكتور أبوتي إن الحكومة الألمانية طلبت منه ترحيل إلى ألمانيا ولكنه رفض ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق