مشروع الواحة – أين ذهبت أموال المساهمين؟

أمير بابكر عبدالله
تناولت الأستاذة إيمان فضل السيد بصحيفة الخرطوم، في تحقيق من ثلاث حلقات، قضية أصحاب الحواشات في مشروع الواحة الزراعي من منسوبي القوات المسلحة. وطرح بعضهم مدى الإجحاف الذي حاق بهم بعد اكتشافهم لعقد إيجار لا يسمن ولا يغني من جوع. قضية منسوبي القوات المسلحة واضحة في هذا الشأن فهناك على الأقل عقد إيجارة بينهم والمشغل الحالي للمشروع، ويمكن للقضاء أن يقول كلمته فيها إذا ما لجأ أحدهم إليه (يا له أو عليه) بناءاً على الحيثيات التي يمكن أن تقدم.
لكن هناك قضية أخرى تخص مشروع الواحة، أطرافها ليسو من منسوبي القوات المسلحة الأكثر تنظيماً ومعرفاً ببعضهم البعض. والقصة تبدأ منذ العام 1988 عندما فتحت، ما عرف وقتها، بجمعية العاصمة المثلثة التعاونية المحدودة باب المساهمة لاكتساب عضوية الجمعية وحيازة قطعة زراعية في مشروع الواحة بمساحة عشر أفدنة. وكان أن تقدم الكثيرون لامتلاك سهم يخول لكل منهم الحصول على القطعة الزراعية المحددة المساحة، وكانوا من مختلف شرائح المجتمع وفئة مقدرة منهم من المغتربين. فالحصول على قطعة أرض زراعية داخل مشروع استثماري كبير ظل حلم يراود الكثيرين منهم خاصة من اقتربوا لسن المعاش في الخدمة المدنية عامها وخاصها أو المغتربين الذين رأوا استثمار أموالهم في وطنهم وفي مشروعات انتاجية وليس هناك مثل الزراعة خاصة إذا كانت تقوم على إدارة مشروع مثل الواحة، قائم على مساحة أرض زراعية كبيرة في منطقة شرق النيل، شخصيات مؤهلة وقادرة على إدارة مثل هذا المشروع في قامة محمد الحسن نمر رئيس الجمعية، بحيث يحقق لها في النهاية جملة أرباح توازي المبلغ الكبير الذي سددوه كمساهمة لقبول عضويتهم ومبلغ آخر كسهم للحصول على مبتغاهم.
بل ذهبت الجمعية في اتجاه عملي أكثر من ذلك لزيادة رأس مالها التشغيلي بالاتفاق مع طرف كويتي، شركة خاصة أو قطاع حكومي. اختلف الطرفان في النهاية لمسألة تتعلق بعلاقات الانتاج في المشروع وذهب الطرف الكويتي لى حال سبيله، بينما باشرت الجمعية نشاطها الاستثماري في المجال الزراعي وكانت ما تحصلت عليه من أموال المساهمين كاف جداً لانطلاقتها دون حاجة لأي أطراف أخرى.
قفل باب المساهمة في المشروع في مايو 1988، وبدأ العمل بعد حصول كل عضو على خطاب من الجمعية يفيد بقبول عضويته في جمعية العاصمة المثلثة التعاونية – مشروع الواحة. وجاء في متن الخطاب " يسرنا أن ننقل إليكم أن طلبكم المقدم بتاريخ ... تحت النمرة ... لفبول عضويتكم بالجمعية/ فرع الواحة قد قبل من مجلس إدارة الجمعية.
عليه نرجو تسديد المبلغ المطلوب وتوريده في حساب الجمعية رقم 1015680 ببنك فيصل الإسلامي السوداني فرع الفيحاء – شارع علي عبداللطيف وإحضار حافظة التوريد لمكتب الجمعية لاستلام إيصال العضوية= وعليك دفع المبلغ المطلوب لقبول عضويتك في ظرف اسبوع من تاريخه. ولكم الشكر.
التوقيع محمد الحسن نمر علي – رئيس جمعية العاصمة المثلثة التعاونية المحدودة"
وضع كل عضو إشعار قبول عضويته في جيبه ونام ملء جفونه.
يتبع ...
 

هناك تعليق واحد:

  1. ضباط الجيش المعاشيين اعضاء اصيلين فى جمعيه العاصمه المثلثه ، الخلاف بينهم والآخرين فى شكل الفساد الذى تعرضوا له ومن جهه واحده و لصالح جهه واحده ، الضباط فقط تقدموا على الآخرين باستخراج شهادات بحث ملكيه خاصه ، الآن الكل فى المحاكم لاسترداد حقه الضايع عينك عينك ، القاعده الفقهيه تقول صاحب الملك اولى بملكه رغم انف المفسدين

    ردحذف