أمير بابكر عبدالله
ظل قطاع الطلاب في الجامعات، بعد أن قبرت
الانقاذ نشاط طلاب الثانويات، رافداً مهماً للحراك السياسي والثقافي والاجتماعي في
السودان. وتشهد خارطة السودان على الدور المهم للطلاب في تاريخه الحديث، وما بذلوه
من تضحيات من أجل الحرية والديمقراطية بأرواحهم ودمائهم في سبيل أن ينعم الوطن
بالاستقرار ويرتقي إلى مصاف الدول الفاعلة.
ولأن الحركة الطلابية لم تنفصل عن محيطها
في كل مراحل تطورها، فقد ارتبطت وثيقاً بالحراك السياسي وظلت تغذي وترفد الأحزاب
والقوى السياسية وتظل عضداً لها في التبشير ببرامجها وتوسيع نطاق جغرافيتها، خاصة
بعد إنتهاء مرحلة الدراسة وانتشار من كانوا طلاباً في ربوع البلاد يحملون شهاداتهم
الأكاديمية في يد وتجربتهم السياسية في اليد الأخرى ليتواصل العطاء في أماكن أخرى.
التحالف الوطني السوداني كواحد من الاحزاب
الجديدة الناشئة في السودان ليس بعيداً عن هذا المحيط، وبالرغم من بداياته
العسكرية إلا أنها لم تشغله في الإهتمام بقطاع الطلاب، لينشأ التحالف الطلابي
السوداني فصيلاً قوياً في بعض الجامعات ابتداء من جامعة كسلا والبحر الأحمر،
وينتشر بفضل مثابرة عضويته ليقف في مقدمة الصفوف مع بقية التنظيمات الطلابية
الديمقراطية، مناضلاً من أجل الحريات وفاعلاً في محيطه وخارجه، لينتشر بعدها في
كثير من الجامعات عبر أفكاره الخلاقة وجرأة طرحه وموضوعيته، وتصديه لقضايا الطلاب
والوطن. فقد انطلقت مسيرته من جامعات الشرق والجزيرة وانتشرت في كثير من الجامعات في ولايات
السودان المختلفة، مما يؤكد انحياز فكره للحق وبرنامجه للقضايا الوطنية.
أسس التحالف الطلابي لتجربة فريدة في
علاقة قطاع الطلاب بالحزب، تتمثل في قدرته على الحركة في ظل كل الظروف الداخلية
وعدم ركونه للمعوقات الذاتية والموضوعية التي تلازم النشاط الحزبي عادة، طالما
امتلك رؤية واضحة وأهداف ووسائل تمكنه من الإنطلاق قدماً إلى الأمام، بل تجاوز
حراكه السياسي حتى المساحات التي يتحرك فيها الحزب كما حدث في جامعة نيالا.
إن مساهمة التحالف الطلابي مع تنظيمات
الوحدة الطلابية في جامعتي سنار والبحر الأحمر ونجاح الوحدة الطلابية في هز جبروت
المؤتمر الوطني بإمكانياته وسلطاته يقدم درساً مفيداً ويبرز ضرورة وحدة القوى
المعارضة في هذه المرحلة، ويلقي على عاتق تلك التنظيمات بما فيها التحالف الطلابي
مسئولية كبيرة آنية ومستقبلية.
المسئولية الآنية تتمثل في إعادة ترتيب
البيت الطلابي والتمسك بديمقراطية الحركة الطلابية وضرب المثال القوي والحي بمدى
فعالية الديمقراطية كنظام ومنهج، إضافة لأهمية التفوق الأكاديمي والتأهيل الذي هو
مفتاح مستقبل الوطن وبوابة التنمية الحقيقية. وكذلك استمرار التمسك بالوحدة
الطلابية كماعون تلتقي فيه القوى المؤمنة بالخيار الديمقراطي وسط قطاع الطلاب.
أما المستقبل فهو ينتظر أن تأتي تلك
الخطوات اكلها في الحراك السياسي وفي ترسيخ الممارسة الديمقراطية، ويؤمل أن تفضي
تلك التجربة وتنعكس في تقريب القوى والأحزاب المؤمنة بالمشروع الديمقراطي والدولة
المدنية ووحدتها لتواجه ككتلة واحدة المشروع الظلامي وتطلع بمسؤوليتها في بناء
الدولة التي تسع الجميع.
التحية للتحالف الطلابي وتنظيمات الوحدة
الطلابية وهم يوسعون من بقعة الضوء ويقدمون الدرس تلو الآخر للقوى السياسي، ويظل
الأمل معقوداً دائماً على الشباب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق